انتبهوا ياشباب الوطن من المخدرات

الكاتب : د.محسن الشيخ آل حسان

أتيحت لي الفرصة أن أتعرف من قريب على بعض الشباب الذين وقعوا في فخ المخدرات وأصبحوا فريسة لوحوش تجار المخدرات (الكبار) والذين يجنون ملايين الملايين من الريالات.. بينما الضحايا من الشباب والشابات والذين يتعرضون إلى الابتزاز والإدمان والأمراض إضافة إلى إيداعهم السجون كمروجين ومتعاطين.. وهكذا تبدأ قصص الشباب مع المخدرات .
شاب في مقتبل العمر يتزوج وينجب أطفالاً وراتبه محدود ومتواضع، ديون تتراكم عليه وأعباء الحياة تأخذ بيده إلى اليأس والضعف ومن ثم تدفعه ظروفه اليائسة إلى أصدقاء السوء، توصيلة بسيطة لشنطة صغيرة بمبلغ خيالي (عشرين أو خمسين ألف) تنهي كل همومه، وقصة أخرى لشاب آخر ركب سيارة صديقه ولا يعلم ما يخفيه الصديق (المخلص) من خطط إجرامية سوداء في ضميره ويرافقه بمشوار قصير إلى زيارة أحد الأصدقاء، نروج ونرجع بسرعة ولكن الشاب البريء يتفاجأ برجال المباحث من حوله ليذهب معهم ولكنه لا يعود كما وعده صديقه (المخلص) بمشوار قصير مدته بين عشرة أو خمسة عشرة سنة لحيازته المجردة أو تعاطيه أو ترويجه للمخدرات .

في السنوات الأخيرة مع ارتفاع معدل تعاطي المخدرات كشفت الإحصاءات عن عدد كبير من الشباب طالتهم أحكام متعددة بسبب قضايا المخدرات وبكميات مختلفة وأنواع كثيرة من المخدر من الحشيش والهروين والكوكايين وحبوب الكبتوجون وغيرها، جرائم وخطايا نتائجها وخيمة وعقابها قاس يدفع الشباب نصف عمره ثمنها باهظاً لهذه الآفة الخطيرة ليس فقط وحدة بل يشاركه العقوبة والدية وزوجته وأطفاله.

لست هنا في مقام الدفاع عن من سولت نفسه وحاول بث السموم في البلاد ليكسب أموال الحرام من أرواح الشباب والشابات، ولكني أكتب عن مجموعة شباب في عمر الزهور استغلت ظروفهم البائسة واليائسة (من بطالة وفراغ ومسؤوليات عائلية) وغيرها الكثير من المجرمين (الكبار) ليكونوا وسطاء بين التجار الكبار الذين يستحقون الإعدام بالكرسي الكهربائي أن وجد وضحايا الشباب المدمنين، فكيف من أثقلت الديون همومه أصبح فجأة بين يوم وليلة يملك كميات كبيرة من المخدرات تفوق قيمتها التسويقية ملايين الريالات؟ وهل يعقل أن يكون للمدمن من الشباب عقلية متيقظة لوضع الخطط الجهنمية لشراء المخدرات وتهريبها وتوزيعها؟

لا يمكن لأنهم ليسوا بمجرمين حقيقيين، بل أنهم مثلوا أدوار الكومبارس بدلاً من المجرمين الحقيقيين ليقعوا ضحايا المطاردة والهروب والسجن، ويجلس المجرم التاجر الكبير مع مزيد من الأسف، من بعيد ينظر ويتابع فشل الشباب في تحقيقه أهدافه ليبحث عن آخر.. وكلما وقع شباب جدد في فخ المخدرات كلما ازدادت ثروة المجرمين الكبار.. ي****م الله ليوم الدين .

أحب أن أوجه كلمة قصيرة إلى أولياء الأمور والشباب في نفس الوقت.. أما بالنسبة لأولياء الأمور فإن عليكم واجباً كبيراً تجاه أبنائكم من ذكور وإناث وهي حثهم على طاعة الرحمن والإكثار من تلاوة القرآن لأنه ينهي عن الفحشاء والمنكر وأن يتفهموا ظروف أبنائهم النفسية والمالية والاجتماعية ويتعرفوا على أصدقائهم وأن لا يبتعدوا عنهم بل يكثروا من مجالستهم والحديث معهم ومعرفة حياتهم عن قريب .

أما بالنسبة للشباب فأقول لهم ابتعدوا عن أصدقاء السوء وحاولوا أن تعرفوا الطريق الذي تسيرون فيه وتتأكدوا من كل شيء يعرض عليكم.. والأهم أن لا تنسوا ذكر ربكم والتقرب إليه والابتعاد عن كل ما يسيء لكم ولأسرتكم.. واستشيروا أهاليكم.. فما خاب من استشار.. والله يحفظكم سالمين غانمين ليوم الدين.. آمين يا رب العالمين .